بعد نجاح تطبيقاته في بعض دول آسيا، يتوقع ان يتحول الهاتف الجوال وعلى نطاق واسع في انحاء العالم، الى محفظة مصرفية تتعامل مع المبالغ المالية، والى بطاقة سفر تحل محل تذاكر الحافلات والقطارات. ويعمل العديد من الشركات على تطوير نظام آمن لترميز المعلومات المتعلقة بالدفعة المالية، التي تنتقل لاسلكيا من الهاتف نحو جهاز الماسح القارئ للمعلومات. ويعتمد هذا النظام على التقنية «البعيدة عن الملامسة» الموجودة حاليا في بعض البطاقات الذكية مثل بطاقات الائتمان وحلقات المفاتيح التي تحتوي في داخلها على شرائح الكترونية يمكن استخدامها بدلا من بطاقات الائتمان المغناطيسية، ومثل هذه الشرائح الالكترونية باتت تشق طريقها الى رخص قيادة السيارات وجوازات السفر والاشكال الاخرى للتعريف بالهوية. ويشير خبراء اميركيون الى انه من السهل جعل الهواتف الجوالة اجهزة امينة جدا، بحيث ان ترميز المعلومات فيها يكون بجودة النظم الموجودة حاليا في آلات صرف النقود، او عند اجراء عمليات الصيرفة التي تجرى من المنزل.
وتتوفر الآن خدمات الدفع المالي بالهواتف الجوالة في كوريا الجنوبية وتايوان واليابان، كما انها قيد التجربة في الولايات المتحدة في مدينة دالاس ونيويورك وشيكاغو وواشنطن العاصمة وغيرها من المدن الاميركية. وفي لندن بدأت نهاية الشهر الماضي، تجربة على مجموعة من السكان لشراء تذاكر النقل العمومي واقتناء الصحف والمجلات بحركة خفيفة من هواتفهم الجوالة، ومن دون دفع أية مبالغ نقدية مباشرة. وقد زود مئات الأشخاص بهاتف جوال صمم خصيصا للاختبارات، وضعت داخله بطاقة ائتمان مصرفية إضافة الى بطاقة «أويستر» التي تستخدم لشراء تذاكر النقل بالقطارات والحافلات.