تحقيق - نهلة عويس: في زمن العولمة والإنترنت ، وعصر التطورات التي نشهدها يوما بعد يوم أصبح" للموبايل"دور أساسي في حياتنا ، فهو ليس وسيلة اتصال فحسب بل أصبح يستخدم للتهنئة بالأعياد والمناسبات دون عناء التواصل بالزيارات ، فاصبحنا نترحم على أيام كنا نتمتع فيها بنعمة صلة الأرحام ودفء التقارب العائلي .
والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل أصبحنا نعيش عصر السرعة واللهاث وراء أحلامنا واهتماماتنا لدرجة جعلتنا نبخل بالوقت والجهد وتكليف أنفسنا زيارة للمعايدة على الأهل والأصدقاء ، ونكتفي برسالة تهنئة عبر" الموبايل" .
"بكل الحب والحنان كل عام وأنت بخير".. بهذه العبارة اختتمت السيدة أم إيهاب «موظفة» رسالتها التي بعثتها إلى ابنها الذي يدرس في كندا .
وقالت هذه الرسالة التي بعثتها تتضمن أحوالنا وأخبارنا وكما اعتدنا على الدوام نتواصل ، عبر الرسائل ، ولعل هذه الرسالة تخفف شيئاً من الغربة التي يعيشها . وتؤكد منى عبد الرحيم ـ معلمة ان الحياة اليومية أصبح يسيطر عليها الروتين بين العمل وواجبات المنزل والمذاكرة للأبناء ، ولا توجد أمامي أي فرصة لكي التقي مع أسرتي الكبيرة سوى في الأعياد ولا اتصور أن رسائل الجوال تغني عن هذا اللقاء الجميل ، الذي لا يخلو من الضحكات والذكريات الجميلة التي تبعث في نفسي السعادة.
ويرى محمد خليل ـ موظف بإحدى شركات الدعاية ان التكنولوجيا الحديثة عالم شيق استغني به عن التجمعات العائلية في الأعياد التي يضيع فيها الكثير من الوقت دون فائدة ولكن عن طريق "الموبايل" أقوم بإرسال النغمات ورسائل المعايدة على كل أفراد أسرتي في دقائق وفي العيد التقي بأصدقائي على الشات .
ولفت باسل ـ طالب ثانوي وأمامه كتاب يقلبه وهو في حيرة من أمره ان الكتاب يضم رسائل الموبايل وانه ينتقي أجملها ليرسلها للأهل والأصدقاء .وتابع ان هذه الطريقة أصبحت سائدة وأنا أعرف أصدقاء وجيران يكتفون بإرسال رسائل عن طريق الجوال عوضاً عن زيارة العيد والفارق بين بعضهم طابق أو طابقين في نفس المبنى